٢‏/٥‏/٢٠٠٨

* أيا قدسُ مُوتي *

أيا قدسُ مُوتي..
ولا تقحمينى بذاك العناءْ.
ولا تستغيثى بشخصى..
ولا تطلبينى..
فما عدت أصغى لذاك النداءْ.
وإن كنتِ تبغين حرباً..
فلا تستكينى ..
ولكن دعينى ..
ولا تزعجينى بصوت البكاءْ.
وإن كنتِ تبغين لعنى ..
فهيا العنينى ولا فرق عندى..
فقد صار ذمى ومدحى سواءْ.
فلا تحملي لى لواء العروبه..
فقد صرتُ نذلا خسيساً ذليلاً..
وما عدتُ أهلا لذاك اللواءْ.
وقد بعتُ عرضى بوجهٍ بشوشٍ..
وألبستُ أهلى رداء الإماءْ.
وأعلنتُ عن بيع نفسي..
وأحنيتُ ظهرى لِكَي يعتليني يهودٌ كرامٌ..
وأعلنتُ حبى لهم والولاءْ.
وأنسيتُ نفسى سنين العداءْ.
فكيف أخون الذين اعتلونى..
ألسنا رجالا إذا ما وعدنا نجيد الوفاءْ؟!!
فيا قدس مُوتي..
ولا تذكري لي حقوق الإخاء.
ولا تبعثي لي بأشلاء طفل..
فقد مات فعلاً..
وهذا قضاءْ.
وإنى بصدقٍ حزينٍ حزينٍ..
ويوما سآتي لأخذ العزاءْ.
فلا تقلقي..
ولكن دعيني لشأني ومُوتي..
ولا تذكرى لى رداء الكرامهْ..
فقد صرتُ عبداً..
وأسقطتُ من قبل ذاك الرداء.
وما هز قلبي بلادٌ تنادي..
تسمى بلادي..
وما هز قلبى صراخ النساء.
وأصبحت خلا لسيل الدماء.
فيا قدس مُوتي ولا تتعبيني.
فإنى جبان خشيت الفناءْ.
وإن كنتِ تبغين مالاً..
إليكي بمالي..
وإن كنتِ تبغين حفلاً..
سآتى ألبى..
فإنى وشعبى نجيد الغناءْ.
ولكن حياتي..
دعيها دعيها..
فما زلت أحيا وضيعا حقيرا..
ورغم التدنى..أحب البقاء.
* * *
أيا قدس مُوتي ..
ولا تذكري لي زمان النضالْ.
فما عاد يجدى..
فقد صرتُ نبتاً بأرض الضلالْ.
تجرعتُ ذلا زمانا طويلا..
فصارانتصاري لمجدي محالْ.
وقد صار سيفي كسيحاً كسيرا..
يحب التولى ويخشى القتال.
وجهزت أرضى لأقدام غيرى..
وأوصيتُ أهلي بمسح النعالْ.
فيا قدس مُوتي..
ولا تطلبينى..
فما عدتُ أُحصى بحزب الرجالْ.
***
شعر/ سالم صلاح سالم
من ديوان "دعيني أحبك"

7 comments:

۩۝۩ Dr. Flavio ۩۝۩ يقول...

الله الله الله

لكم أحببت هذه القصيده
تصوير رائع للتخاذل العربي وعدم الاكتراث بالمقدسات

أنا طبعا شفت دعيني احبك ولكن قلت أعلق هنا علي القصيده اللي بحبها دي

مستني بقية الديوان

تحياتي

quiet_storm يقول...

بصراحه مش لاقيه اى كلام ارد بيه
لا على مضمون القصيده اللى فعلا بيمثل كتير فى وقتنا ده
او على جمال وروعه ما كتبت يادكتور


تقبل خالص احترامى و تحياتى ...

غير معرف يقول...

اروع من الروعة يا دكتوور

لا فض فوك

...

قلمي يقول...

يسلم قلمك يا دكتور

القصيده ديت فكرتني بقصيده لمطر اسمها

بين يدي القدس

يا قدس يا سيدتي معذرةً
فليس لي يدانْ
و ليس لي أسلحةٌ
و ليس لي ميدانْ
كلُّ الذي أملكه لسانْ
و النطق يا سيدتي أسعاره باهظةٌ
و الموت بالمجانْ
سيدتي أحرجتني،
فالعمرُ سعرُ كلمةٍ واحدةٍ و ليس لي عمرانْ
أقول نصف كلمةٍ
و لعنة الله على وسوسة الشيطانْ
جاءت إليكِ لجنةً،
تبيضُ لجنتينِ
تُفقِّسان بعد جولتين عن ثمانْ
و بالرفاء و البنينِ
تكثر اللجانْ
و يُسحق الصبر على أعصابهِ
و يرتدي قميصه عثمانْ
سيدتي،
حيَّ على اللجانْ
حيَّ على اللجانْ

غير معرف يقول...

بجد قصيدة روعة يا دكتور

على الرغم من قسوتها انما بتوصف حالنا للأسف
والجزء ده بالذات

وإن كنتِ تبغين حفلاً..
سآتى ألبى..
فإنى وشعبى نجيد الغناءْ.

تحياتى

أسماء (من عصابة بنات روند الجلدية)

ايمان يقول...

دي احلي قصيده قراتها عن القدس

Unknown يقول...

حلوة جدااا..ومؤلمة جدااااااااااا )):